مُحَمَّد بن أَبِي عَامر فِي أول أمره وَبعد الْوَزير عبد الرَّحْمَن بن مُبشر وَطَلقهَا على عهد الحكم وَلم يفارقها الْمَنْصُور حَيَاته وَكَانَت عفيفة أريبة أديبة من صوالح النِّسَاء ذَات جمال بارع وأدب صَالح وَلما خَالف غَالب أَبوهَا وظفر بِهِ الْمَنْصُور فِي قصَّة طَوِيلَة امتحنها بِأَن أَمر بِعرْض رَأس أَبِيهَا عَلَيْهَا أذ أنفذه إِلَى قرطبة فَقَالَت الْحَمد لله الَّذِي أراحك وَحكم لمولاك أما لَوْلَا طَاعَة الإِمَام الْمولى وَحقّ الزَّوْج المطاع لقضيت للحزن عَلَيْك أوطارا وَإِنِّي بالحزن لَك لأولي مني بالحزن عَلَيْك عَليّ بِمَاء الْورْد وَالطّيب فَهَذَا آخر الْعَهْد ببر الْأَب فغسلت وَجهه ورجلت شعره وَنَثَرت عَلَيْهِ مسكا كثيرا وأسلمته إِلَى الرَّسُول فأنفذ إِلَى الْخَلِيفَة هِشَام الْمُؤَيد وَكَانَ هَلَاك غَالب يَوْم السبت لأَرْبَع خلون من الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة

695 - نظام الكاتبة

كَانَت بقصر الْخلَافَة بقرطبة فِي أَيَّام هِشَام الْمُؤَيد بن الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَكَانَت بليغة مدركة محبرة للرسائل وَمن إنشائها كَانَ الْخطاب الَّذِي عزى فِيهِ المظفر عبد الْملك الْمَنْصُور بن مُحَمَّد بن أَبِي عَامر عَن أَبِيه وجدد لَهُ الْعَهْد بولايته وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة ذكرهَا ابْن حَيَّان فِي تَارِيخه الْكَبِير وَمِنْه نقلت ذَلِك

696 - هِنْد بنت عبد الرَّحْمَن النَّاصِر

كَانَ لَهَا فِي الشّرف وَالْجَلالَة وَالْأَدب والحجا والرجاحة آثَار مخبورة وأخبار مأثورة ويكنى ابْن حَيَّان عَنْهَا بِعَجُوزٍ الْملك وعمرت طَويلا وَتوفيت إِثْر قيام مُحَمَّد بن هِشَام بن عبد الْجَبَّار الْمهْدي فِي سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمائة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015