سمع ببلده من جماعة وببغداد من أبي طالب بن يوسف وأبي القاسم بن الحصين وأبي سعد بن الطيوري وغيرهم وبأصبهان من أبي علي الحداد ومن بعده وبنيسابور من أبي عبد الله الفراوي صحيح مسلم وغيره وحدث بالكثير وأقرأ ولم يخلف بعده مثله أجاز لنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي ونقلته من خطه الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد أبو العلاء الحافظ وهو أشهر من أن يعرف بل يتعذر وجود مثله في أعصار كثيرة على ما بلغنا من سيرة العلماء والمشايخ أربى على أهل زمانه في كثرة السماعات مع تحصيل أصول ما سمع وحودة النسخ وإتقان ما كتب بخطه وكان أول سماعه من عبد الرحمن الدوني سنة خمس وتسعين وأربعمائة وبرع على حفاظ عصره في حفظ ما يتعلق بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير وذكر أشياء في معرفته وحفظه يضيق هذا الكتاب عن استيعابها وقال سمعت من أثق به يحكي قال رأى السلفي طبقة بخط الحافظ يعني أبا العلاء فقال هذا خط أهل الإتقان وسمعته يحكي عنه أنه ذكر له فقال قدمه دينه وسمعت من أثق به يحكي عن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي النيسابوري أنه قال للحافظ أبي العلاء لما دخل نيسابور ما دخل نيسابور مثلك قال وسمعت الحافظ أبا القاسم بن عساكر يقول وذكر رجلا من أصحابه سافر في طلب الحديث فقال إن رجع ولم يلق الحافظ أبا العلاء ضاعت سفرته وقد روى عنه الحافظ أبو القاسم وله التصانيف الكثيرة في أنواع علوم الحديث والزهديات والرقائق وغير ذلك ومن جملة ما صنف زاد المسافر نحوا من خمسين مجلدة وكان إماما في القرآن وعلومه وحصل من القراءات المسندة ماءاته صنف العشرة والمفردات وصنف الوقف والإبتداء والتجويد والماءات والعدد ومعرفة القراء وهو نحو من عشرين مجلدا واستحسنت تصانيفه في القراءات حتى كتبت ونقلت إلى خوارزم والشام وغيرهما من البلاد وكان إماما في النحو واللغة سمعت أن من جملة ما حفظ في اللغة كتاب الجمهرة وكان عتيقا من حب المال مهينا له باع جميع ما ورثه وكان من أبناء التجار وأخرجه في طلب العلم حتى سافر إلى بغداد وواسط وأصبهان مرات كثيرة ماشيا وكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015