ربه مؤمناً بما جاء عن نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ولهذا التصديق والإيمان والكراهة وجهاد النفس أعمال تعملها النفس المزكاة، فتزكوا بذلك أيضاً، بخلاف ما إذا عملت السيئات فإنها (تتدنس) وتندس وتنقمع".
أخبرنا ربنا - عز وجل - أنه يحب المتقين، فقال تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76] وأمر الله تعالى المؤمنين بإتمام عهد المشركين إلى مدتهم، وهذا من التقوى، وأخبر في ختام الآية أنه
{يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 4] وأمر الله المؤمنين أن يقموا العهود التي بينهم وبين المشركين، ثم قال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 7].
وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنَّ الله يحب التقي الغني الخفي» [مسلم: 2965].
وإذا كان الله يحبُّ المتقين، فإنه معهم بنصره وتأييده وتوفيقه، فقد أمر الله تعالى المؤمنين إذا اعتدى عليهم المشركون أن يعاملوهم بمقدار المثل، فلا يزيدوا في العدوان عليهم بأكثر مما عاملوهم به، ثم قال: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194]. وأمر الله تعالى المؤمنين أن يقاتلوا الذين يلونهم من الكفار، وأن يكون قتالهم إياهم فيه شيء من القوة والغلظة، وطاعة المؤمنين ربهم فيما أمرهم به يدخلهم في التقوى، والله يحبُّ المتقين {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 123] وأخبر الله تعالى في آخر آية من سورة النحل