الأمانة التي وكلت إليهم في العلاج وفي الدواء وفي الرفق بالمريض، وفي غير هذا من شؤون التطبيب، يجب على الجميع أن يؤدوا الأمانة بكل صدق وعناية، وأن يحروصوا على العناية بالدواء النافع والوقت المناسب، وأن يكونوا على بيّنة في وضع الدواء على الداء، وأن يحذروا التساهل في ذلك، وأن يرفقوا بالمريض، وأن يسمع منك اللطف في الكلام وطيب الحديث، لأن هذا يعين على زوال المرض بإذن الله وعلى الشفاء من المرض، وهكذا الطبيبة تعنى بهذا الأمر، فتكون رفيقة حكيمة كالرجل، كلٌّ منهم يكون رفيقاً حكيماً طيب الكلام، يشعر منه المريض بالحنو والعطف والمحبة والحرص على شفائه، ويعنى مع ذلك بالدواء المناسب، وبالوقت المناسب، وبالمقدار المناسب من الدواء حتى لا يزيد فيضرّ المريض، وحتى لا ينقص فلا يحصل به المقصود.
كلٌّ من المسؤولين عليه أن يعمل من الخير بقدر ما يستطيع، وكلٌّ عليه أن يؤدي النصيحة، فالطبيب يؤدي الواجب، والممرض يؤدي الواجب، والمدير يؤدي الواجب، والممرض يؤدي الواجب، والمدير يؤدي الواجب، وهكذا الطبيبة والممرضة كلتاهما تؤديان الواجب، وهكذا بقية العاملين كلٌّ يتقي الله، ويؤدي الأمانة التي وكلت إليه بإخلاص لله، ويعظم الله سبحانه، ويحذر من غضبه جلّ وعلا، ويعنى بالمريض، وينصح له ويرفق به رجاء أن يشفيه الله على يدك أيها الطبيب، وعلى يديك أيتها الطبيبة.
وكل المسؤولين بالمستشفى عليه تقوى الله، وأن يبذل الوسع والمستطاع فيما ينفع المريض، ويخفف عليه المرض، ويخفف عليه الآلام التي يجدها ويحسُّ بها، ولا شك أن الكلام الطيب، والأسلوب الحسن، والعناية التامة، كلُّ ذلك مما يخفف عن المريض آلامه، ومما يشرح له صدره، ومما يعين على زوال المرض بتوفيق الله وهدايته ورحمته وإحسانه سبحانه وتعالى.