وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً» [عزاه محققه إلى أبي داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح].
وتفصيل أصول التقوى وفروعها لا يحتمله هذا الموضع، فإنها الدين كله؛ لكن ينبوع الخير وأصله: إخلاص العبد لربه عبادة واستعانة كما في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، وفي قوله: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود: 23]، وفي قوله: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشورى: 10]، وفي قوله: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} [العنكبوت: 17] بحيث يقطع العبد تعلق قلبه من المخلوقين انتفاعاً بهم أو عملاً لأجلهم، ويجعل همته ربه تعالى، وذلك بملازمة الدعاء له في كل مطلوب من فاقه وحاجة ومخافة وغير ذلك، والعمل له بكل محبوب، ومن أحكم هذا فلا يمكن أن يوصف ما يعقبه ذلك.
8 - وصية شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز بالتقوى: ألقى شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز محاضرة في مستشفى الملك فيصل في الطائف أوصى فيها الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات والحضور بتقوى الله، وبيّن لهم كيف تكون تقواهم فيما يخصُّ عملهم، ونشرت هذه المحاضرة "مجلة البحوث الإسلامية في عددها رقم (59) " وجاء في هذه المحاضرة: "وصيتي لنفسي، وللحاضرين جميعاً من أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات ومرضى، وإخواني الحضور، وجميع المسؤولين، وصيتي للجميع أن نتقي الله في السر والعلن، لأنه القائل سبحانه: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة: 197] وهو القائل عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ