الحمد لله الذي ابتلى عباده المؤمنين بما أنزل عليهم ليكونوا من المتقين، والصلاة والسلام على إمام المتقين من الأولين والآخرين، صاحب المقام المحود، والدرجة العالية الرفيعة، الذي يرغب إليه الأولون والآخرين، ليقوم في يوم الدين بالشفاعة العظمى والمقام المحمود الذي لا يقوم به غيره، والصلاة والسلام على الصحابة الأتقياء النجباء، الذين أقاموا دينهم على التقوى، فأصبحوا أئمة الهدى، ومصابيح الدجا، وعلى من سلك سبيلهم، واهتدى بهداهم إلى يوم الدين، وبعد:
فقد دعتني قناة الجزيرة القطرية في يوم الأحد الثالث من شوال 1431 هـ الموافق الثاني عشر من أيلول (سبتمبر) 2010 م للحديث في برنامج (الشريعة والحياة) عن (التقوى)، وعندما درست الموضوع، وسبرت أغواره، وجدت أنه موضوع نافع مفيد، يحتاج إليه المسلمون جميعاً، بل الناس جميعاً، فحاولت أن أستقصي أبعاده، فبحثت عن المؤلفات الموضوعة فيه في مكتبتي الخاصة، فلم أجد فيها من تناوله بالبحث والدراسة، فطلبت من أولادي الذين يعملون بدار نشر خاصة بهم أن يمدوني بما لديهم من كتب تدور حول التقوى، فأفادوني بأنهم لم يجدوا لا في مكتبتهم ولا في المكتبات التي حولهم كتاباً يتناول هذا الموضوع، فرجعت إلى بعض الإخوة الذين لديهم بعض المكتبات الخاصة بهم، فلم أعثر على كتاب واحد، ومع أني عندما رجعت إلى الحاسب الآلي،