القول "كفر" وأن القول "مؤمن" وضع في الدين لم يستحق ثوابًا عظيمًا، والقول "كافر" وضع فيه لمن يستحق ضربًا من العقاب عظيمًا، وأن اسم الإيمان جارٍ في اللغة على الإقرار والتصديق فقط. واسم الكفر جارٍ على الجحد والإنكار، وهو التغطية، وأن اسم الفسق جارٍ على كل فعل معصية يستحق عليها العقاب والذم إذا انفردت وترك كل فرض يستحق بتركه الذم والعقاب.
وكذلك زعمت الخوارج أن اسم الكفر في حكم الدين جارٍ على كل معصية، والقول "كافر" جارٍ على كل عاصٍ، حتى ركب كثير منهم القول بأن معاصي الأنبياء كفر. فهذه هي الأسماء الدينية عند الخوارج والمعتزلة.
وقد كذب الفريقان على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ادعوه عليهما من ذلك. والدليل على كذبهم فيه اختلاف القدرية في الطاعات التي هي الإيمان. وقول أبي الهذيل منهم وهو شيخهم أنه اسم لفرائض الدين ونوافله. وأن الإيمان ثلاثة أقسام:
فقسم منه يكفر تاركه وهو المعرفة والتصديق.