ذكر الزركلي في الأعلام والخطيب البغدادي في تاريخه وغيرهما ممن ترجم له أنه ولد بالبصرة، فهو بصري المولد، ولكنه نسب إلى بغداد لأنه سكنها إما في فترة طلبه العلم أو بعد نبوغه واكتمال شخصيته العلمية. وما ذكره كثير ممن ترجم له من أن عضد الدولة البويهي، الذي تولى الحكم سنة 367 هـ كتب إلى عامله في البصرة أن يشخص إليه الشيخ أبا الحسن الباهلي والشاب المعروف بابن الباقلاني تدل دلالة واضحة على أنه رجع للبصرة بعد نضوجه الفكري، أو أنه تلقى جميع علومه بالبصرة.

من هذه الحادثة أخذ بعض من ترجم له سنة ولادته على وجه التقريب. فكون عضد الدولة استدعاه بعد أن تولى الإمارة سنة 367 هـ. وأرسله في سفارة إلى بلاد الروم سنة 371 هـ. فمعنى ذلك أنه إلتحق بقصر عضد الدولة ليمثل أهل السنة في المناظرات بين هذين العامين، وقد وصف أثناء طلبه بأنه شاب فيغلب على الظن أن عمره حين استدعي يقارب الثلاثين عامًا. وعليه، فما ذهب إليه الزركلي في الأعلام أنه من مواليد عام 338 هـ قريب من الصواب، والله أعلم. وأما مصادر التراجم المتقدمة على الزركلي فلم تحدد سنة ميلاده، ولم يبين الزركلي مستنده في تحديد ميلاده. فيغلب على الظن أنه اعتمد على الاستنتاج.

أما نشأة القاضي الباقلاني فعامة مصادر ترجمة ذكرت أن مولده بالبصرة فيلزم أن يكون قد نشأ فيها. وما ذكره الخطيب البغدادي وغيره من أنه أخذ الحديث في بغداد على أبي بكر بن مالك القطيعي وأبي محمد ابن ماسي، وأبي أحمد الحسين بن علي النيسابوري، يدل دلالة واضحة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015