فإن قال قائل: فألا أجريتم لام التوكيد مجرى إنما حتى يدل قول القائل: إن العرب لتقري الضيف، وتحافظ على الجار، وتحمى الذمار، على أن ما عداهم لا يفعل ذلك.
قيل: لا يجب هذا باتفاق، لأنه إنما يفيد هذا القول إضافة هذه الأفعال إلى العرب، وليس في إضافة الفعل إلى فاعله وجوب نفي مثله عن غيره، ولذلك لم يعقل من قولهم إن زيدا لقائم، أن غيره ليس بقائم. وإنما معناه في ظاهر الاستعمال إثبات الفعل والصفة والحكم المذكور ونفيه عمن عداه. ولو قصد بقوله تعالي: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} إلى أن الجهال- أيضاً- يخشونه لأحال معنى الكلام، ولم يفد بذكر العلماء شيئاً، والله أعلم.