وقال - رحمه الله -: (وهذا بيان منه - صلى الله عليه وسلم - أنهما سبب لنزول عذاب بالناس، فإن الله إنما يُخَوِّف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله وإنما يخاف الناس مما يضرّهم، فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفاً، قال تعالى: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً}، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بِمَا يُزيل الخوفَ [حيث] أمَر بالصلاة، والدعاء، والاستغفار، والصدقة، والعتق .. حتى يكشف ما بالناس، وصلى - صلى الله عليه وسلم - بالمسلمين صلاةً طويلة) انتهى (?).
وقال: (وأما كون الكسوف أو غيره قد يكون سبباً لحادث في الأرض من عذاب يقتضي موتاً أو غيره فهذا قد أثبته الحديث نفسه، وما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يُنافي لكوْن الكسوف له وقت محدد يكون فيه حيث لا يكون كسوف الشمس إلا في آخر الشهر ليلة السِّرار، ولا يكون خسوف القمر إلا في وسط الشهر وليالي الإبدار، ومن ادّعى خلاف ذلك من المتفقّهة أو العامة فلِعدم علمه بالحساب، ولهذا يمكن المعرفة بما مضى من الكسوف وما يُستقبل كما يمكن المعرفة بما مضى من الأهِلة وما يُستقبل (?)، إذْ كل ذلك بحساب كما قال تعالى: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ