أنه قال: (دخلت على عائشة - رضي الله عنها - ورجل معي، فقال الرجل: يا أم المؤمنين حدثينا حديثاً عن الزلزلة، فأعرضت عنه بوجهها، قال أنس فقلت لها: حدثينا يا أم المؤمنين عن الزلزلة؛ فقالت: " يا أنس .. إن حدثتك عنها عشت حزيناً، وبعثت حين تبعث وذلك الحزن في قلبك "، فقلت: يا أماه حدثينا، فقالت: " إن المرأةَ إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله عز وجل من حجاب، وإن تطيبت لغير زوجها كان عليها ناراً وشناراً، فإذا استحلوا الزنا وشربوا الخمور بعد هذا وضربوا المعازف غار الله في سمائه فقال للأرض: [تزلزلي بهم]، فإن تابوا ونَزَعوا وإلا هدمها عليهم "، فقال أنس: عقوبة لهم؟!، قالت: " رحمة وبركة وموعظة للمؤمنين، ونكالاً وسُخطة وعذاباً للكافرين "، قال أنس: فما سمعت بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً أنا أشدّ به فرحاً مِنِّي بهذا الحديث، بل أعيش فرحاً وأُبْعث حين أُبْعث وذلك الفرح في قلبي - أو قال -: في نفسي) انتهى (?).
أما في زماننا هذا فلم يَعُدْ في الآيات المتلوّة ولا المشهودة اعتبار ولا ازدجار، بل إن الضلال يزيد إلا ما شاء الله، وما الذي يؤمِّننا من عذاب الله، فليس لنا الْحُلوة وللكفار المرّة إذا سلكنا طريقهم - كما قال ذلك بعض الصحابة، رضي الله عنهم -.