ولقد كانت آثار هذه الزلازل التي يخوِّف الله بها عباده ليتوبوا الانشغال بالأسباب وآثارها حتى بلَغ الْهَوَس بمن ترَوَّوْا من علوم الملاحدة أن يُشيروا ببناء مساكن تُقَاوم الزلازل مع الاعتناء بالإنذار المبكِّر .. {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ} (?)، وليس للدواء الشافي والْمُعْتَصَم الكافي ذكر الذي هو الرجوع إلى الله بالمتابِ ليندفع عن العباد شرُّ الدنيا والآخرة، قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (?).
ومما يُبيِّن عُظْمَ ما آلت إليه الحالُ أن (قُريشاً) تُخلص لله في الشدة، وتدعوه، وتلجأ وتتضرع إليه؛ بينما لا أثر اليوم لهذا لأن البلاء جاءَ مِن علوم الملاحدة التي شَمِلَت الأرض كلها، ومدارها على التعطيل.
وهذه العقوبات والآيات الأربع الأخيرة قد حلت في وقتنا فيما يُقارب السَّنتَيْن فقط، وقد سُمِّيَ بعضها بأسماء تُبْعدها عن الفاعل سبحانه وتُلْغي ذكره عزَّ وجلّ، فالطوفان العظيم الذي أغرق جنوب شرق آسيا أسْمَوْه بـ (تسونامي)، وثالثة الأثافِي ذلك الأعاصير العظيمة التي أسموها بـ (كاترينا) و (ريتا) وغيرها (?)، ولا كأن للكون رباً يغضب إذا كُفِر