قال أبو حيان: "وهذا فاسد؛ لأنه من حيث جعله معمولًا لـ "رَأَيْتَ" لا يكون صلة لـ "ما"؛ لأن العامل فيه إذ ذاك محذوف، أي: ما استقر ثَمَّ".

وتعقب السمين شيخه أبا حيان.

* جملة "رَأَيْتَ" في محل جَرٍّ، وهي مضافة إلى الظرف.

رَأَيْتَ: فعل ماض. والتاء: في محل رفع فاعل. نَعِيمًا: مفعول به منصوب. وَمُلْكًا: معطوف على "نَعِيمًا". كبَيرًا: نعت منصوب.

* جملة (?) "رَأَيْتَ" جواب الشرط لا محل لها من الإعراب؛ فهو شرط غير جازم.

وقال الهمداني: "وقد أجاز بعضهم الوقف عليه [أي: ثم] على أنّ جواب "إذا" محذوف، والتقدير: وإذا رأيت الجنَّة. . . . . رأيت ما لا تدركه عيون بشر، ولا يبلغه علوم أحد. والوجه الأول، وعليه الجُلّ".

فائدة في "ثَمَّ"

ثَمَّ: ظرف مبني بمعنى "هناك"، وأما "ثُمّ" بضم أوله فهو حرف عطف.

ويُبنى "ثَمَّ" على الفتح. لما يأتي:

قال ابن الأنباري (?): "وإنما بُني لوجهين:

أحدهما: أن يكون بُنيَ لتضمُّنه لام التعريف؛ لأن "ثَمَّ" معرفة.

والثاني: أن يكون بُنيَ لتضمُّنه معنى الإشارة، والأصل في الإشارة أن يكون الحرف، فكأنه تضمَّن معنى الحرف، وجب أن يُبْنى، وبُني على حركة لَالتقاء الساكنين، وكانت الحركة فتحة لأنها أخفّ الحركات".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015