"سل سبيلًا" جُعِلت علمًا للعين، مثل: تأبَّط شرًّا.
وسميت كذلك لأنه لا يَشْرَبُ منها إلّا من سأل سبيلًا إليها بالعمل الصالح.
قال الزمخشري: "وهو مع استقامته في العربية تكلُّفٌ وابتداع، وعَزْوه إلى مثل عليّ رضي اللَّه عنه أَبْدَع. . . ".
قال أبو حيان: "وقد نسبوا هذا القول إلى علي كرم اللَّه وجهه، ويجب طرحه من كتب التفسير، وأَعْجَبُ من ذلك توجيه الزمخشري له واشتغاله بحكايته، وبذكر نسبته إلى علي كرم اللَّه وجهه ورضي عنه".
قال السمين معقِّبًا: "ولو تأمَّل ما قاله الزمخشري لم يَلُمْهُ، ولم يتعجَّب منه؛ لأن الزمخشري هو الذي شنَّع على هذا القول غاية التشنيع".
وقال ابن عطيّة: "وهذا قول ضعيف، لأن براعة القرآن وفصاحته لا تجيء هكذا".
وقال العكبري: "والسلسبيل كلمة واحدة، وزنها فَعْلَلِيل، مثل: دَرْدبيس".
وقال ابن هشام (?): في الباب الخامس: الجهة الرابعة من الجهات التي يدخل الاعتراضُ على المعرب من جهتها:
"الثاني عشر: قولُ بعضهم في "عَيْنًا فِيهَا تُسْمَّى" إنّ الوقف على "تُسَمَّى" هنا، أي: عينًا مُسَمّاة معروفة، وإنَّ "سَلْسَبِيلًا" جملة أمريّة أي: سل سبيلًا موصلة إليها.
ودون هذا البعد قول آخر إنه عَلَمٌ مركَّب كـ "تأبَّط شَرًّا".
والأظهر أنه اسم مفرد مبالغة في السِّلسال، كما أنّ السِّلسال مبالغة في السَّلس.
ثم يحتمل أنه نكرة، ويحتمل أنه علم منقول، وصُرف لأنه اسم الماء، وتقدُّم ذكر العين لا يُوْجِب تأنيثه، كما تقول: "هذه واسطٌ" بالصَّرْف.