وتعقّبه أبو حيان فقال: "وقوله: بم تعلّق. إِنْ عَنَى تعلُّق حرف الجَرّ فليس بصحيح؛ لأنها حرف ابتداء، في بعدها ليس في موضع جَرٍّ، خلافًا للزجاج وابن درستويه. فإنهما زعما أنها إذًا كانت حرف ابتداء فالجملة الابتدائية بعدها في موضع جَرٍّ.
وإِنْ عَنَى بالتعلُّق اتِّصال ما بعدها بما قبلها، وكون ما بعدها غاية لما قبلها، فهو صحيح.
وأما تقديره بأنها تتعلّق بقوله: {يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الآية/ 19] فهو بعيد جدًا لطول الفصل بينهما بالجمل الكثيرة.
وقال التبريزي: "حَتَّى: جاز أن تكون غاية لمحذوف". ولم يبيِّن ما المحذوف".
وتعقَّب العلماء أبا حيان في تعقيبه على الزمخشري.
قال الشهاب (?): "وأما استبعاده بطول الفصل فليس بشيء كما توهمه أبو حيان؛ فإنه لا مانع من تخلُّل أمور غير (?) أجنبية بين الغاية والمُغيَّا".
وقال الجمل (?): "ولو جعلت لمجرد الابتداء فتكون من غير ملاحظة معنى الغاية كما أشار إليه القرطبي لكان أسهل وأوضح فتكون جملة مستقلة بالإفادة".
قلت: قال القرطبي: "حَتَّى: هنا مبتدأ".
إِذَا: ظرف تضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانيَّة.
قال الجمل (?): "الظاهر أن "إِذَا" شرطية، وأَن قوله: "فَسَيَعلَمُونَ" جوابها. لكن يشكل عليه الاستقبال المفاد بالسين، وذلك لأن وقت رؤية العذاب يحصل علم الضعيف من القوي. والسين تقتضي أنه يتأخّر عنه.