قلت: هي قوله تعالى: {فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [سبأ/ 14].
وقال العكبري: "أنْ: مخفَّفة من الثقيلة، ولو: عِوَضٌ كالسين وسوف. وقيل: لو: بمعنى "إِنْ"، وإنْ: بمعنى اللام وليست لازمة، كقوله تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ} [الأحزاب/ 60]، وقال تعالى في موضع آخر {وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا} [المائدة/ 73] ذكره ابن فضَّال في البرهان".
قال السمين: "قلتُ: هذا شاذٌّ لا يُلْتَفَتُ إليه البتة؛ لأنه خلاف النحويين".
ونقل الشوكاني أنّ الفتح هنا على إضمار يمين تأويلها "واللَّه أن لو استقاموا على الطريقة" وذكر هذا عن ابن الأنباري، وكذلك الجمل في الحاشية. وذكر بعضهم أن تقدير القسم إنما يكون على قراءة من كسر الحرف "إنْ" في الآياتِ السابقة، وفتح هنا.
اسْتَقَامُوا: فعل ماض. والواو: في محل رفع فاعل.
عَلَى الطَّرِيقَةِ: جارّ ومجرور، متعلِّق بالفعل قبله.
لَأَسْقَيْنَاهُمْ: اللام: واقعة في جواب "لَو". أسقيناهم: فعل ماض.
نا: ضمير في محل رفع فاعل. الهاء: في محل نصب مفعول به أَوَّل.
مَاءً: مفعول به ثانٍ. غَدَقًا: نعت منصوب.
* جملة "أَسْقَيْنَاهُمْ" لا محل لها جواب شرط غير جازم.
* جملة "لَوْ اسْتَقَامُوا. . . لَأَسْقَيْنَاهُمْ" في محل رفع خبر "أَنْ" المخفَّفة.
والمصدر المؤوَّل (?) من "أن" وما بعدها معطوف على "أَنَّهُ اسْتَمَعَ" في الآية الأولى.
ونقل الشوكاني عن ابن الأنباري جواز عطفه على "آمَنَّا بِهِ"، أي: آمنا به وبأن لو استقاموا.