2 - مصدريّة.

3 - زائدة مؤكِّدة.

قال الزجاج: "مَا: مؤكدة وهي لَغْوٌ في الإعراب".

قال ابن عطية: "نصب "قَلِيلًا" بفعل مضمر يدلُّ عليه "تُؤْمِنُونَ" و"مَا" يحتمل أن تكون نافية فينتفي إيمانهم، البتة، ويحتمل أن تكون مصدريّة، ويتصف بالقلة".

قال أبو حيان بعد أن نقل نص ابن عطية في المسألة "وأما قوله: ونصب "قَلِيلًا" بفعل مضمر يدل عليه "تُؤْمِنُونَ" فلا يصح، لأن ذلك الفعل الدال عليه "تُؤْمِنُونَ" إما أن تكون "ما" نافية أو مصدرية. كما ذهب إليه.

فإن كانت نافية فذلك الفعل المضمر الدال عليه "تُؤْمِنُونَ" المنفيّ بـ "مَا" يكون منفيًا، فيكون التقدير: ما تؤمنون قليلًا ما تؤمنون. والفعل المنفي لا يجوز حذفه، ولا حذف "مَا" لا يجوز: زيدًا ما أضربه على تقدير: ما أضرب زيدًا ما أضربه.

وإن كانت مصدريَّة كانت "مَا" في موضع رفع على الفاعلية بـ "قَلِيلًا".

أي: قليلًا إيمانُكم. ويبقى "قَلِيلًا" لا يتقدَّمة ما يعتمد عليه حتى يعمل. ولا ناصب له. وإمّا في موضع رفع على الابتداء، فيكون مبتدأ لا خبر له؛ لأنّ ما قبله منصوب لا مرفوع".

وتعقَّب السمين شيخه أبا حيان بأن ابن عطية لا يُريد بدلالة "تُؤْمِنُونَ" على الفعل المحذوف الدلالة المذكورة في باب الاشتغال حتى يكون العامل الظاهر مُفَسِّرًا للعامل المضمر، بل يريد مجرد الدلالة اللفظية، فليس ما أورده الشيخ عليه من تمثيله بقوله: زيدًا ما أضربه. أي: ما أضرب زيدًا ما أضربه".

* وجملة "تُؤْمِنُونَ" صلة موصول حرفي وهو "مَا".

وعلى تقدير النفي في "مَا" فهي معطوفة على ما تقدَّم.

- وذكر الزمخشري أن القلَّة في معنى العدم، أي: لا تؤمنون ولا تذكرون البتة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015