وذكروا فيها أنها مكررة للتوكيد (?)، وذهب بعضهم إلى أنها ليست تكريرًا للجملة في أول الآية، لأن الأولى شهادة اللَّه وحده، والثانية: شهادة الملائكة وأولي العلم. واستبعد أبو حيّان الرأي الثاني، قال: "لأنه يؤدي إلى قطع الملائكة عن العطف على اللَّه تعالى، وعلى إضمار فعل رافع، أو على جعلهم مبتدأ، وعلى الفصل بين ما يتعلَّق بهم وبين التهليل بأجنبي، وهو قوله: قائمًا بالقسط. . . ".
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ: الْعَزِيزُ: فيه ما يلي (?):
1 - خبر مبتدأ مضمر، أي: هو العزيز. الْحَكِيمُ: على هذا خبر ثانٍ.
* وتكون الجملة استئنافيّة.
2 - الْعَزِيزُ: بدل من "هُوَ" مرفوع، والْحَكِيمُ: مثله فهو تابع له.
3 - الْعَزِيزُ: نعت لـ "هُوَ"، والْحَكِيمُ: نعت ثانٍ. وهذا على مذهب الكسائي الذي يجيز وصف الضمير الغائب. وتعقّبه أبو حيان؛ لأن الضمير لا يوصف. وأجاز السكاكي الوصفيّة للضمير الغائب.
4 - نعتان (?) للفظ الجلالة في "شَهِدَ اللَّهُ" ذكر هذا أبو السعود. واستبعده الألوسي.
{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)}
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ: إِنَّ: حرف ناسخ. الدِّينَ: اسم "إِنَّ" منصوب. عِنْدَ اللَّهِ: عِنْدَ: ظرف مكان منصوب. اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه.