* وجملة "اتَّبَعُوهُ" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
رَأْفَةً: مفعول به للفعل "جَعَلْنَا". وَرحمَةً: معطوف على "رَأْفَةً" منصوب مثله.
* وجملة "جَعَلْنَا" معطوفة على جملة "وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ"، فلها حكمها.
وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا:
فيها إعرابان (?):
1 - معطوفة على "رَأْفَةً وَرَحْمَةً" و"جَعَل" إمّا بمعنى خلق، أو صيَّر.
* وجملة "ابْتَدَعُوهَا" فعل وفاعل ومفعول، وهي في محل نصب صفة "رَهْبَانِيَّة". ورَدّ العكبري هذا الوجه، ثم عاد فأقره، وأجازه الزمخشري.
2 - الوجه الثاني: أنّ "رَهْبَانِيَّة" منصوب بفعل مقدَّر يُفَسِّره الظاهر بعده وتكون المسألة من "باب الاشتغال". ومال الفارسي والزمخشري وأبو البقاء وجماعة من النحويين إلى هذا الرأي. وهذا هو الوجه عند الهمذاني.
ويُعْزَى هذا الإعراب إلى المعتزلة؛ لأنهم يقولون: ما كان من فعل الإنسان فهو مخلوق له، فالرأفة والرحمة لما كانت من فعل اللَّه نسب خلقهما إليه. والرهبانية لما لم تكن من فعل اللَّه تعالى بل من فعل العبد مستقل بفعلها نُسِب ابتداعها إليه. كذا عند السمين ونقله عن شيخه أبي حيان.
ثم قال أبو حيان: "وهذا الإعراب الذي لهم ليس بجيد من جهة صناعة العربية لأن مثل هذا هو مما يجوز فيه الرفع بالابتداء ولا يجوز الابتداء هنا بقوله: "ورهبانية"؛ لأنها نكرة لا مسوِّغ لها من المسوِّغات للابتداء بالنكرة".