1 - نافية: ويكون ذلك بالوقف على "قَلِيلًا" أي: كانوا قليلًا عددهم. ثم استأنف: مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ.
وهذا الوجه عند أبي حيان تغليق للكلام، وقد عزاه للضحاك، وعزاه الهمداني ليعقوب بن إسحاق وغيره.
ثم إن تقدُّم معمول العامل المنفيّ بـ "مَا" على عامله لا يجوز عند البصريين. ولو كان ظرفًا أو جارًا ومجرورًا، وقد أجاز ذلك بعضهم، وهذا الوجه ضعيف عند الشوكاني وغيره من المتقدِّمين، وهو ضعيف عند السمين من وجهين.
من حيث المعنى: لأنه لا بُدَّ من أن يهجعوا، ولا يُتَصوَّر نفي هجوعهم.
ومن حيث الصناعة: لأنّ ما في حيز النفي لا يتقدَّم عليه عند البصريين إن جعل "مَا" نافية.
ولو قدَّرنا أنها مصدريّة صار التقدير: من الليل هجوعهم، ولا فائدة فيه؛ لأن غيرهم من سائر الناس بهذه المثابة.
2 - مَا: مصدريّة، والمصدر مرفوع بـ "قَلِيلًا" أي: كانوا قليلًا هجوعُهم. وهذا الإعراب عند أبي حيان سهل حسن.
3 - مَا: مصدريّة، وهي وما بعدها في تأويل مصدر، بدل اشتمال من اسم "كان"، أي: كان هجوعهم قليلًا.
مِنَ اللَّيْلِ: لا يتعلق بـ "يَهْجَعُونَ"؛ لأن ما في حَيِّز المصدر لا يتقدَّم عليه.
4 - مَا: مزيدة، فهي حرف صِلَة. و"يَهْجَعُونَ" خبر "كان"، والتقدير: كانوا يهجعون من الليل هجوعًا قليلًا، أو زمنًا قليلًا. فيكون "قَلِيلًا" على هذا الوجه نعتًا لمصدر محذوف أو ظرف. وذكرنا هذا من قبل.
قال الشهاب: "وزيادة "مَا" لأنها تدل على القِلَّة كأكلٍ ما، وأَمْرٍ ما".
5 - مَا: اسم موصول بمعنى "الذي" وعائده محذوف، أي: كانوا قليلًا من الوقت الذي يهجعونه.