فائدة في إعراب "كان" (?)
قال الشارح [ابن يعيش]: أما قوله تعالى: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [سورة ق 50/ 37] فيجوز أن تكون الناقصة الناصبة للخبر، ويكون "قَلْبٌ" هو الاسم والجار والمجرور هو الخبر، وقد تقدَّم، والنكرة يجوز الإخبار عنها إذا كان الخبر جارًا ومجرورًا وتقدَّم على النكرة نحو قولك: كان فيها رجل، وكان تحت رأسي سَرْج.
ويجوز أن تكون التامّة التي تكتفي بالاسم ولا تحتاج إلى خبر، ويكون "قَلبُ" اسمها والجار والمجرور في موضع الحال، كأنه كان صفة النكرة وقد تقدَّم عليها.
الوجه الثالث: أن تكون زائدة دخولها كخروجها، والمراد لمن له قلب، ويكون "لَه ُقَلْبٌ" جملة في موضع الصلة، أي: لمن له قلب.
الوجه الرابع: أن تكون بمعنى "صار"، أي: لمن صار له قلب".
وقال ابن هشام (?): "يجوزُ في "كان" من نحو: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}، ونحو: " زيدٌ كان له مالٌ" نُقْصانُ "كان"، وتمامُها، وزيادتُها، وهو أَضْعَفُها. قال ابنُ عصفور: بابُ زيادتها الشِّعْرٌ، والظرفُ متعلِّقٌ بها على التَّمام، وباستقرار محذوفٍ مرفوع على الزِّيادة، ومنصوب على النّقصان، إلَّا إِنْ قَدّرت النَّاقصةَ شأنيّةً، فالاستقرارُ مرفوعٌ، لأنه خَبَرُ المبتدأ" (?).
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)}
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ:
الواو: استئنافيَّة. لَقَدْ: اللام: واقعة في جواب قسم أو ابتدائية. قَدْ: حرف تحقيق.