قال أبو حيان: "ولم يكن النفي بلفظ "مَا" كراهة لتكرير اللفظ وإن اختلف المعنى".
وهذا الوجه هو الصحيح عند السمين، وهو كذلك عند الشهاب؛ لسلامته من الزيادة والحذف. ولم يذكر مكّي غير هذا الوجه.
قال الزمخشري (?): "ولقد أَغَثَّ أبو الطيب في قوله:
لعمرك ما بان منك لضاربٍ ... [بأقتل مما بان منك لعائِبِ]
وما ضَرّه لو أقتدى بعذوبة لفظ التنزيل فقال: "لعمرك ما إن بان منك لضارب".
مَكَّنَّاكُمْ: إعرابه كإعراب الفعل المتقدِّم "مَكَّنَّاهُمْ".
فِيهِ: جارّ ومجرور متعلِّق بالفعل "مَكّن".
وتقدَّم بيان محل الجملة عند الحديث عن الوجه الأول في "إِنْ".
وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً:
الواو: حرف عطف. جَعَلْنَا: فعل ماض. نا: ضمير في محل رفع فاعل.
لَهُمْ: جارّ ومجرور متعلِّق بـ "جَعَل"، وهو المفعول الثاني أو الأول.
سَمْعًا: مفعول به ثانٍ منصوب. أو يكون "جَعَل" بمعنى خلق وأخذ مفعولًا واحدًا، وأبصارًا وأفئدة: معطوفان على "سَمْعًا" منصوبان مثله.
* وجملة "جَعَلْنَا" معطوفة على جملة جواب القسم "لَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ"؛ فهي مثلها لا محل لها من الإعراب.
فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ:
فَمَا: الفاء: حرف عطف. مَا: فيه وجهان (?):