قال الزمخشري: "فإن قلت. . هل لزيادة "مِنْ" في قوله: "مِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ" فائدة؟ ، قلتُ: نعم؛ لأن لو قيل: وبيننا وبينك حجاب، لكان المعنى أنّ حجابًا حاصل وسط الجهتين، وأما بزيادة "مِنْ" فالمعنى أن حجابًا ابتدأ منا وابتدأ منك، فالمسافة المتوسطة لجهتنا وجهتك مُسْتَوْعَبَةٌ بالحجاب، لا فراغ فيها".
فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ:
فَاعْمَلْ: الفاء: جواب شرط مقدَّر. أي: إذا علمت ذلك. . .
اعْمَلْ: فعل أمر. والفاعل ضمير تقديره "أنت".
* والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
إِنَّنَا: إِنَّ: حرف ناسخ. نا: ضمير في محل نصب اسم "إنّ". عَامِلُونَ: خبر "إنّ" مرفوع.
* وجملة "إِنَّنَا عَامِلُونَ" فيها وجهان:
1 - استئنافيّة تعليليَّة لما تقدَّم من طلب العمل.
2 - أو هي استئنافيَّة بيانيَّة لا محل لها من الإعراب.
قال الزجاج (?): ". . . أي: على مذهبنا، وأنت عامل على مذهبك، ويجوز أن يكون، فاعمل على إبطال مذهبنا إنّا عاملون في إبطال أمرك".
وقال أبو حيان: "واحتمل قولهم: فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ: أن تكون متاركةً محضةً، وأن يكون استخفافًا".
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6)}
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ:
تقدَم إعراب هذه الجملة في سورة الكهف الآية/ 110.