2 - وذكر الشوكاني الاستئناف، ونقل الخبرية عن العكبري، وضعّف ما ذهب إليه، ثم ذكر وجهًا آخر، وهو أن تكون خبرًا لمبتدأ محذوف.
قال: "وهذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفة، ويجوز أن تكون خبرًا، والمبتدأ قوله: "عَادٌ" كذا قال أبو البقاء، وهو ضعيف. بل الظاهر أنَّ "عَادٌ" وما بعده معطوفات على "قَوْمُ نُوحٍ".
"والأَوْلى أن تكون هذه الجملة خبرًا لمبتدأ محذوف، أو بدلًا من الأمم المذكورة".
{إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14)}
إِنْ: نافية لا عمل لها لانتقاض نفيها بإلّا. كُلٌّ: مبتدأ مرفوع. إِلَّا: أداة حصر. كَذَّبَ: فعل ماض. والفاعل: ضمير مستتر يعود على "كُلٌّ".
الرُّسُلَ: مفعول به منصوب.
* جملة "كَذَّبَ" في محل رفع خبر المبتدأ.
وذكر الشهاب (?) أن الخبر محذوف، أي: ما كل أحد مخبر عنه بشيء إلا مخبر عنه بأنه كَذَّب.
* والجملة من المبتدأ والخبر (?) استئنافيّة لا محل لها من الإعراب. جيء بها تقريرًا لتكذيبهم وبيانًا لكيفيته، وتمهيدًا لما يعقبه، أي: ما كل واحد من آحاد أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ، أو ما كل حزب منهم إلا كَذّب الرسل وتقدَّم معنا في الآية/ 1 من هذه السورة أنّ الأخفش جعل هذه الجملة جوابًا للقسم في "ص".
* وعلى هذا فالجملة لا محل لها من الإعراب. ولعله أبعد المرمى!