فائدة في "اصطفى" (?).

أصل الفعل "صفا"، والصَّفوة الخالص من كل شيء، زيد عليه ألف الوصل والتاء، فصار: اصتفى، فأبدل التاء طاء لتعدل الحروف في الإطباق والاستعلاء بما هو من مخرج التاء. فالطاء وسط بين الحرفين لمناسبتها التاء بالمخرج، والصاد بالاستعلاء والإطباق.

{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154)}

مَا لَكُمْ: مَا: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

لَكُمْ: جارّ ومجرور. متعلِّق بمحذوف خبر للمبتدأ.

أيْ: أيُّ شيء ثبت لكم؟ وفيه التفات لزيادة التوبيخ.

* والجملة استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب؛ لزيادة التوبيخ.

كَيْفَ تَحْكُمُونَ: كَيْفَ: اسم استفهام فيه التعجب من حكمهم بهذا الحكم الجائر مبني على الفتح في محل نصب على الحال. تَحْكُمُونَ: فعل مضارع مرفوع. والواو: في محل رفع فاعل. أي: كيف تحكمون لله بالبنات وهو القسم الذي تكرهونه، ولكم بالبنين وهو القسم الذي تُحبّونه.

* والجملة استئنافية أيضًا لا محل لها من الإعراب.

قال السمين (?): "جملتان استفهاميتان ليس لإحداهما تعلُّق بالأخرى من حيث الإعراب. استفهم أولًا عما استقرَّ لهم وثبت، استفهام إنكار، وثانيًا: استفهام تعجُّب من حكمهم بهذا الحكم الجائر، وهو أنهم نَسَبُوا أخسّ الجنسين وما يتطيّرون به ويتوارى أحدهم من قومه عند بشارته به إلى ربهم، وأَحْسن الجنسين إليهم".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015