وهذا الوجهان لا يحملان على ظاهرهما؛ لأن المعنى إنا على هدى من غير شك، وأنتم على ضلال من غير شك، ويحملان على سبيل الاستدراج وهو أن يذكر لمخاطبه أمرًا يسلّمه وان كان بخلاف ما يذكر حتى يصغي إليه؛ إذ لو بدأه بما يكره لم يصغ، ونظير ذلك قولهم: أخزى الله الكاذب مني ومنك.
وقيل إن هذا من باب اللف والنشر، والتقدير: وإنا لعلى هدى وإنكم لفي ضلال مبين، ولكن لفّ الكلامين وأخرجهما على صورتهما لعدم اللبس، وعلى هذا فـ (أَوْ) بمعنى الواو، وهي مسألة خلافية.
3 - وقال أبو حيان: "وخبر إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ولا يحتاج إلى تقدير حذف إذ المعنى أن أحدنا لفي أحد هذين. .".
* وجملة: "وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ. ." في محل نصب عطفًا على جملة مقول القول الأخيرة.
{قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)}
قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا:
قُلْ: أمر، وفاعله "أنت".
لَا تُسْأَلُونَ: تُسْأَلُونَ: "لَا" نافية، والفعل مضارع مرفوع مبني للمفعول، والواو: في محل رفع نائب فاعل. عَمَّا: عن حرف جر، و"مَّا" تحتمل أن تكون:
1 - اسمًا موصولًا في محل جر.
2 - مصدرية.
- والمصدر المؤول "مَّا أَجْرَمْنَا" في محل جر، أي: عن إجرامنا.
والجار والمجرور على الوجهين متعلّقان بـ "لَا تُسْأَلُونَ".
أَجْرَمْنَا: فعل ماض مبني على السكون، و"نا" في محل رفع فاعل.
* وجملة: "قُلْ لَا تُسْأَلُونَ. . ." استئنافيّة.
* وجملة: "لَا تُسْأَلُونَ. . ." في محل نصب مقول القول.