والثاني: أنها مبتدأ ثان إذا أعربت "طس" مبتدأ أول. وآيَاتُ: خبر عن "تِلْكَ".
والجملة: "تِلْكَ آيَاتُ ... " في محل رفع خبر عن "طس".
وقد سبق ذكر ضعف هذا الوجه عند أبي السعود.
والثالث: أنه خبر مبتدأ مقدّر، وتقديره: هذه تلك آيات القرآن. ذكره النحاس.
والإشارة بـ "تِلْكَ" إلى السورة نفسها أو إلى مطلق الآيات.
وفى إعراب مفتتح سورة البقرة -كما ذكرنا- تفصيل فليرجع إليه.
وَكتَابٍ مُبِينٍ:
الواو: للعطف. كِتَابٍ: مجرور عطفًا على "الْقُرْآنِ"، أو هو على تقدير مضاف محذوف، أي: وآيات كتاب مبين. قاله الفرَّاء والزجاج. وقال السمين: "هل المراد [يعني بـ "كِتَابٍ"] نفس القرآن، فيكون من عطف بعض الصفات على بعض والمدلول واحد؟ أو اللوح أو نفس السورة؟ وقيل: القرآن والكتاب علمان للمنزل على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهما كالعباس وعباس، يعني: فتكون (أل) منهما لام الصفة. وهذا خطأ؛ إذ لو كانا علمين لما وصفا بالنكرة. وقد وصف {الْقُرْآنِ} بها في قوله: "تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ" [الحجر: 1]، ووصف بها "كِتَاب" كما في هذه الآية الكريمة. والذي يقال: إنه نكَّرها لإفادة التفخيم، كقوله: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} [القمر/ 55] ".
مُبِينٍ: نعت مجرور، ويجوز أن يكون من المتعدي وحذف مفعوله لعمومه وعدم اختصاصه بشيء. وقال الزمخشري: إبانتهما أنهما يبيّنان ما أودعاه من العلوم والحكم وأن إعجازهما ظاهر مكشوف يقتضي أخذهما من اللازم والمتعدي معًا.
* وجملة: "تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ ... " "على الراجح استئنافية مقرّرة لما أفادته التسمية من نباهة شأن المسمى"، وهو ما ذهب إليه أبو السعود.