هَل: حرف استفهام. يَسْمَعُونَكُمْ: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون.
والواو: في محل رفع فاعل. والضمير: في محل نصب مفعول به.
وفي مفعول "يَسْمَعُونَكُمْ" أقوال:
الأول: أن الأصل: (هل يسمعون دعاءكم)، فحذف المضاف، وعلى هذا فالفعل متعد لمفعول واحد اتفاقًا.
الثاني: أن تقديره: "هل يسمعونكم تدعون"، فيكون الكاف مفعولًا أول.
والجملة المقدّرة المحذوفة قائمة مقام المفعول الثاني. قاله الفارسي.
وذهب غيره إلى أن الجملة المقدّرة في محل نصب على الحال، وجَوَّز بعضهم أن تكون في محل نصب على البدلية.
وتحرير المسألة بعبارة أبي حيان هو: (سمع) إِنْ دخلت على مَسْموع تعدّت لواحد، نحو: (سمعتُ كَلامَ زيدٍ). وإن دخلت على غير مسموع فذهب الفارسي إلى أنها تتعدى إلى اثنين، وشَرْطُ الثاني منهما أن يكون مما يُسْمَع، نحو: (سمعتُ زيدًا يقرأ). والصحيح أنها تتعدى لواحد، وذلك الفعل هو في موضع الحال. والترجيح بين المذهبين مذكور في النحو. وهنا لم تدخل إلا على واحد، ولكنه ليس بمسموع، فتأولوه على حذف مضاف مقدّر: (هل يسمعون دعاءكم)، أو (هل يسمعونكم تدعون).
الثالث: أن "يَسْمَعُونَكُمْ" بمعنى يجيبونكم، كما في الحديث: "اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع"، أي: لا يُجاب. وعلى هذا لا حاجة لتقدير محذوف. قال الشهاب: "لكن إبقاءه على معناه هنا أنسب".
إذْ تَدْعُونَ:
إذ: في محل نصب على الظرفية الزمانية. وهي للزمن الماضي. وفي مجيء المضارع قبلها وبعدها، والعامل فيها أقوال: