الثاني: أنه حلّ محل مضاف محذوف، والتقدير: موضعَ هزءٍ. ويحتمل أن يكون المعنى: مهزوءًا بك".
قال الجمل: هو مفعول ثان، وهو خبر في الأصل، فلا يصحُّ الحمل هنا فلا يقال: أنت هزو. لذلك أَوِّل باسم المفعول ليصح الحمل.
* وجملة: "إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا" يجوز أن تكون جواب "إِذَا". ولا حاجة للفاء في الجواب عن إذا الشرطية بـ "إِن" النافية.
قال أبو حيان: "لا بد من الفاء مع (ما) و (لا) إذا ارتفع المضارع. فإذا أوقعت "إِن" النافية في جواب غير "إِذَا" فلا بد من الفاء كـ (ما) النافية".
ويجوز في هذه الجملة أيضًا أن تكون معترضة بين إذا وجوابها الذي هو (أهذا الذي بعث ... ) على تقدير قول مضمر، ويأتي بيان ذلك. وهي على كِلَا الوجهين لا محل لها من الإعراب، إما لأنَّها جواب شرط غير جازم، أو لأنَّها اعتراضية.
وفي معنى القصر قال أبو السعود: "المعنى على قصر معاملتهم معه عليه الصلاة والسلام على اتخاذهم إياه هزوًا، لا على معنى قصر اتخاذهم على كونه هزوًا كما هو المتبادر من ظاهر العبارة".
أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا:
الهمزة: للاستفهام المراد به التعجيب. هَذَا: الهاء: للتنبيه. وذَا: في محل رفع مبتدأ. الَّذى: في محل رفع خبر عن "ذَا". بَعَثَ: فعل ماض. والمفعول به محذوف حذف اختصار، والتقدير بعثه. اللَّهُ: الاسم الجليل فاعل مرفوع.
رَسُوْلًا: في نصبه قولان:
الأول: أنه حال من الهاء المحذوفة، وقد جاء على بابه إذ هو بمعنى (مرسلًا).
الثاني: أنه مصدر بمعنى (رسالة)، وقع حالًا على تقدير مضاف محذوف، والمعنى: ذا رسالة، أو مصدر وقع حالًا بنفسه على المبالغة أو بمعنى مرسل. وقد عدّه السمين من التكلُّف.