الثالث: لا حاجة إلى تقدير محذوف، وإنما هو تشبيه لأعمال الكفار في حيلولتها بين القلب والهداية بالظلمة، ويفسر قوله: "إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ" على معنى: إذا أخرج يده في الظلمة.
وعلى الأقوال الثلاثة يكون لدينا في إعرابه قولان:
أَوْ: عاطف للتنويع، أو هو للتخيير على معنى: شبِّهوا أعمالهم بسراب أو بظلمات. وقيل: "أَوْ" هنا للإباحة، وهو منسوب إلى الزجاج.
وذكر الشهاب فيه وجه التقسيم "أي لتقسيم حال أعمالهم الحسنة لا مطلقها وإن صحَّ بأنها في حالٍ لخلوها عن نور الحق كالظلمات، وفي أخرى كالسراب لكونها هباء منثورًا، وخص الأولى بالدنيا والأخرى بالآخرة".
كَظُلُمَاتٍ: الكاف: حرف جر. أو اسم بمعنى (مثل) فهي في محل رفع عطفًا على الكاف في "كَسَرَابٍ" باعتبار اسميتها. ظلمات: مجرور بالحرف؛ أو مجرور بالإضافة إلى الكاف على أنها اسم.
فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ: فِي بَحْرٍ: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة "ظُلُمت".
لُجِّيٍّ: صفة مجرورة لـ "بَحْرٍ".
يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ (?):
يَغْشَاهُ مَوْجٌ: يَغْشَاهُ: مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمَّة مقدَّرة للتَّعذُّر.
والهاء: في محل نصب مفعول به. مَوْجٌ: فاعل مرفوع.
* وفي محل الجملة من الإعراب قولان:
الأول: أنها في محل جر صفة ثانية لـ "بَحْرٍ" بإعادة الضمير إلى البحر. قال أبو حيان: "وهو الظاهر".