من عذاب أليم عليه، وجعل موضعه بعد قوله: "وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ".

وقال فيه أبو حيان: "لا يصح؛ لأن "الَّذِي" صفة المسجد الحرام، ويلزم من ذلك الفصل بين الصفة والموصوف بأجنبي هو خبر "إِنَّ"". وأجاب السمين عن هذا الأعتراض بجواز أن يكون "الَّذِي" مقطوعًا بالنصب أو الرفع". ثم إن أبا حيان عاد فقال: "لكن مُقَدَّر الزمخشري أحسن من مُقَدَّر ابن عطية؛ لأنه يدل عليه الجملة الشرطية بعدُ من جهة اللفظ، وابن عطية لَحَظ من جهة المعنى؛ لأن من أذيق العذاب خسر وهلك".

الرابع: للزجاج، وتقديره قوله: "نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ". قال ابن النحاس: "هذا غلط، ولست أعرف ما الوجه فيه؛ لأنه جاء بخبر "إِنَّ" جزمًا، وأيضًا فإنه جواب الشرط، ولو كان خبرًا لبقي الشرط بلا جواب، ولا سيما والفعل الذي للشرط مستقبل فلا بُدَّ له من جواب".

عَن سَبِيلِ: جار ومجرور متعلق بـ" يَصُدُّونَ". اللهِ: الاسم الجليل مضاف مجرور: وَالْمَسْجِدِ: معطوف على المجرور. الْحَرَامِ: صفة مجرورة.

الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ:

الَّذِي: في إعرابه ثلاثة أقوال (?):

أحدها: في محل جر صفة ثانية لـ"الْمَسْجِدِ".

الثاني: في محل رفع على القطع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: (هو الذي ... ).

الثالث: في محل نصب على القطع بفعل محذوف تقديره: أعني.

جَعَلْنَاهُ: جَعَلَ: فعل ماض، يحتمل أن يكون متعديًا لواحد بمعنى (خَلَق)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015