3 - "حَرَامٌ" بمعنى: واجب، والمعنى: واجب عدم رجوعهم عن الشرك. واستدلَّ لهذا المعنى بقوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا} [الأنعام: 151]، وترك الشرك واجب. و"لَا" على هذا غير زائدة.

4 - "حَرَام" بمعنى: ممتنع. واستعير الحرام للمتنع بجامع أن كلًّا منهما غير مرجو الحصول. والمعنى: ممتنع عليهم رجوعهم إلى التوبة. و"لَا" على هذا التأويل زائدة، وقد سبق الكلام فيها، أو أنه ممتنع عليهم عدم رجوعهم إلى الآخرة، وإذا امتنع الانتفاء وجب الرجوع؛ فالمعنى على هذا: ممتنع عليهم عدم الرجوع إلى الحياة في الآخرة، أي عدم الرجوع إلى عذاب الله وأليم عقابه، و"لَا" بهذا المعنى ليست بزائدة. وإلى ذلك ذهب ابن عطية، ويعزى كذلك إلى أبي مسلم بن بحر.

5 - "أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ" ليس خبرًا عن "حَرَامٌ" لفظًا، وإنما هو في محل رفع، والعامل فيه المبتدأ "حَرَامٌ"، فيكون فاعلًا سد مسد الخبر. وإليه ذهب العكبري. وقال السمين: "وفي هذا نظر، لأن ذلك يشترط فيه أن يعتمد الوصف على نفي أو استفهام. وهنا لم يعتمد المبتدأ على شيء من ذلك؛ اللَّهُمَّ إلا أن ينحو نحو الأخفش. وحينئذ يكون في "لَا" الوجهان المتقدمان من زيادة وعدمها باختلاف المعنيين؛ أي امتنع رجوعهم إلى الدنيا أو رجوعهم عن شركهم إذا قدرتها زائدة، أو امتنع عدم رجوعهم إلى عقاب الله في الآخرة إذا قدَّرتها غير زائدة".

الثاني: "حَرَامٌ" مبتدأ، والخبر محذوف مفهوم من المقام وتقديره: حرام عليهم توبتهم أو رجاء بعثهم بمعنى: أنه غير متصور في حقهم، وعلى هذا يكون "أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ" في محل نصب على إسقاط لام العلّة، أو في محل جر باعتبارها، فهو تعليل لما تقدم. ويجوز فيه أن تكون "لَا" زائدة، وإليه ذهب العكبري، والمعنى عنده: لأنهم يرجعون إلى الآخره وجزائها، قال السمين: وفي هذا الوجه بُعد. ويجوز أن تكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015