فأوجه الرفع هي:
1 - بدل من ضمير الفاعل في "أَسَرُّوا"؛ فيكون تنبيهًا على اتصافهم بالظلم الفاحش. وفي المحرر أنه قول سيبويه، وعزاه غيره للمبرِّد.
2 - فاعل "أَسَرُّوا"، والواو: حرف دال على الجمع لا محل له من الإعراب، وذلك كدلالة تاء التأنيث على الفاعل المؤنث. وهي لغة (أكلوني البراغيث) وتنسب إلى أزد شنوءة، وقد ضعَّفها بعضهم وحسَّنها آخرون، وحملوا عليها قوله تعالى: "ثُمَّ عَمُوا وَصمُوا كثِيرٌ منهُم" [المائدة 5/ 71].
3 - مبتدأ مؤخر. وخبره المقدم هو "أَسَرُّوا النَّجوَى". قال الزمخشري: "والمعنى: وهؤلاء أسروا النجوى؛ فوضع المظهر موضع المضمر تسجيلًا على فعلهم بأنه ظلم". وفسَّر الشهاب تقدير الزمخشري بأنه يفهم منه أن (هؤلاء) ضمير، وليس كذلك. بل هو اسم إشارة؛ فهو بيان لحاصل المعنى مع نوع تسمُّح لمشابهة اسم الإشارة للضمير في تعلقه بما قبله؛ فعبَّر به للدلالة على أن القصد إلى الحكم على المذكورين، لا أن الموضع موضع اسم إشارة". ويعزى هذا الوجه إلى الكسائي.
4 - فاعل مرفوع بفعل مقدَّر تقديره: يقول. وإلى ذلك ذهب ابن النحاس، واستدل له بتمام الكلام وهو قوله: "هَل هَذَا إِلَّا بشرٌ ... ". وقدَّر بعضهم الفعل الرافع بـ (أسرها الذين ظلموا)؛ كأنهم اشتقوه من الفعل السابق.
5 - خبر لمبتدأ محذوف، والمعنى: هم الذين ظلموا.
6 - مبتدأ وخبره قوله: "هَل هَذَا إِلَّا بشَرٌ ... ". ويقتضي ذلك إضمار قول مقدَّر. والمعنى: الذين ظلموا يقولون: هل هذا إلَّا بشر ... ". وإضمار القول فاشٍ في القرآن وكلام العرب.
وأما الوجهان اللذان على النصب فعلى أنه مفعول به. وناصبه فعل مضمر تقديره إما (أعني) أو (أذم).
وأما الوجهان اللذان على الجر فعلى أنه نعت لـ"النَّاسِ" أو بدل منه، وهو مذهب الفرَّاء.