فائدة (?)
ذهب أبو علي الفارسي إلى أن "كان" الناقصة لا مصدر لها، ورَدّ هذا عليه أبو حيان وغيره.
قال أبو حيان: "وقد كثر في كتاب سيبويه المجيء بمصدر "كان" الناقصة، والأصح أنه لا يلفظ به معها، فلا يقال: كان زيد قائمًا كونًا".
وقال السمين: "وهذا على القول بأن لـ "كان" مصدرًا، وهو الصحيح عند بعضهم للتصريح به في قول الشاعر:
ببذلٍ وحِلْم ساد في قومه الفتى ... وكونُك إيّاه عليك يسيرُ
فقد صرّح بالكون، ولا جائز أن يكون مصدر "كان" التامة؛ لنصبه الخبر بعدها، وهو "إيّاه".
قلنا: والعلة في عدم التصريح بالمصدر مع هذا الفعل هي أن الخبر كالعوض من المصدر، ولا يجمع بين العِوَض والمعوَّض منه وهذا كله منقول من السمين.
* * *
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)}
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ: الواو: استئنافيَّة، أو عاطفة. إِذَا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه، مبني على السكون في محل نصب. قِيلَ: فعل ماض مبني لما لم يُسَمَّ فاعله، وهو مبني على الفتح الظاهر.
والنائب عن الفاعل فيه أقوال:
1 - النائب عن الفاعل ضمير مستتر تقديره "هو"، ويُفَسِّر (?) هذا المضمر