قال السمين: "وهذا لا يتم إلا إذا قدرت "أَكَادُ أُخْفِيهَا" معترضة بين المتعلِّق
والمتعلَّق به. أما إذا جعلتها صفة لآتية فلا يتجه على مذهب البصريين؛ لأنَّ اسم
الفعل متى وُصِف لم يعمل، فإن عمل ثم وُصِفَ جاز. . ." وهذا الذي ذكره هو نص
شيخه أبي حيان.
وقال ابن الأنباري: "ويحكى عن أبي الحسن الأخفش أنه كان يقف وقفة لطيفة
على قوله: "أَكَادُ"، ثم يبتدئ ويقرأ: أخفيها لتجزى كل نفس، فكأنه إنما وقف
تلك الوقفة ليبيّن لك أن اللام من قوله: "لتجزى" تتعلَّق بـ "أُخْفِيهَا" لا "آتِيَةٌ".
بِمَا تَسْعَى: الباء: حرف جر. مَا: فيه ما يلي (?):
1 - اسم موصول مبني على السكون في محل جَرّ بالباء.
2 - حرف مصدري. و"مَا" وما بعده في تأويل مصدر في محل جَرّ بالباء
أي: بسَعْيِها. كذا عند الزمخشري.
وعلى الحالين لا بُدَّ من تقدير مضاف، أي: تجزى بعقاب سعيها، أو بعقاب ما
سعته. والجارّ على الحالين متعلِّق بـ "تُجْزَى".
تَسْعَى: فعل مضارع مرفوع. والفاعل: ضمير تقديره "هي"، يعود على نفس.
* وجملة تسعى صلة موصول حرفي أو اسمي لا محل لها من الإعراب.
{فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)}
فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا:
فَلَا: الفاء: استئنافيَّة. أو واقعة في جواب شرط مقدَّر، أي: إذا كان الأمر على
ما تقدَّم من حتمية مجيء الساعة فلا يصدَّنك. لَا: ناهية. يَصُدَّنَّكَ: فعل مضارع
مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، في محل جزم بـ"لَا". والكاف: في محل