كما رَدّ أبو حيان النصب علي التمييز، وهو الوجه الرابع، قال: "فالمحفوظ من
لسان العرب المشهور أن " مِائَةٍ " لا يفسَّر إلا بمفرد مجرور. "
قال السمين: "ولا جائز أن يكون سنين في هذه القراءة مُمَيزًا؛ لأن ذلك إنما
يجيء في ضرورة مع إفراد التمييز ... ".
وذهب أبو عبيدة إلي التقديم والتأخير، (?) أي: سنين ثلاثمائة، ومثله عند
الفراء، والكسائي.
* وجملة " لَبِثُوا " استئنافية لا محلَّ لها من الإعراب.
قال أبو السعود (?): "وهي جملة مستأنفة مبينة لما أجمل فيما سلف. وقيل: إنه
حكاية كلام أهل الكتاب؛ فإنهم اختلفوا في مدة لبثهم، فقال بعضهم هكذا،
وبعضهم " ثَلَاثَ مِائَةٍ ". "
وقال الشهاب (?): "وقوله: وقيل: إنه حكاية أهل الكتاب إلخ. فيكون من مقول
" سَيَقُولُونَ " السَّابق، وما بينهما اعتراض، ويؤيده أنه قرئ: وقالوا"
قلت: هذه قراءة عبد الله بن مسعود (?) "وقالوا لبثوا".
{وَازْدَادُوا تِسْعًا}:
الواو: حرف عطف. أزْدَادُواْ: فعل ماض. والواو في محلَّ رفع فاعل.
تِسْعًا: مفعول به. والمميز محذوف للدلالة علي ما تقدم عليه، أي: تسع سنين.
والتقدير عند مكي (?): وازدادوا لبث تسع سنين.
* والجملة معطوفة علي "لبثوا"؛ فلها حكمها.