وذهب السمين إلى أن ما ذهب إليه العكبري ليس بشيء، بل المفعول
الثاني هو "مِنَ الْمَلَائِكَةِ" قُدِّم على الأول، ولولا ذلك لزم أن يُبتدأ بالنكرة
من غير مسوِّغ؛ لأنّ ما صلح أن يكون مبتدأ صلح أن يكون مفعولًا أوّلَ،
وما لا فلا.
2 - ذهب العكبري والسمين وغيرهما إلى جواز جعل "اتَّخَذَ" مما ينصب
مفعولًا واحدًا وهو "إِنَاثًا"، وذلك كقوله تعالى (?): "وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ
وَلَدًا".
مِنَ الْمَلَائِكَةِ: جارّ ومجرور وفي تعلُّق الجارّ قولان (?):
1 - متعلّق بالفعل "اتَّخَذَ".
2 - أو متعلِّق بمحذوف حال من النكرة بعده، وهي "إِنَاثًا". وكذا وصف
النكرة إذا تقدَّم عليها.
وفي محل جملة "اتَّخَذَ" قولان (?):
1 - معطوفة على جملة "أَصْفَاكُمْ"؛ فهي مثلها لا محل لها من الإعراب،
فيكون داخلًا في حَيِّز الإنكار.
2 - في محل نصب حال. وذكر السمين أن "قد" على هذا مقدَّرة. وهو جنوح
إلى مذهب البصرة، ولا ضرورة لمثل هذا التقدير عند الكوفيين.
إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا:
إِنَّكُمْ: إنّ: حرف ناسخ. والكاف: ضمير في محل نصب اسم "إنّ".
لَتَقُولُونَ: اللام: للابتداء والتوكيد، وهي المزحلَقة أو المزحلَفة. تَقُولُونَ: فعل
مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو في محل رفع فاعل.