ب - والوجه الثاني عنده أن تجعل "مِنْ" زائدة، و"آيَةٍ" حالًا، والمعنى: أيَّ شيءٍ ننسخ قليلًا أو كثيرًا، وقد جاءت "آيَةٍ" حالًا في قوله تعالى (?): "هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً".

وتعقبه أبو حيان في الوجه الثاني فقال: "وهذا فاسد؛ لأن الحال لا يُجَرُّ بـ "مِن. . . " وتبع ابنُ هشام شيخه أبا حيان فقال (?): "ففيه تخريج التنزيل على شيء إن ثبت فهو شاذ أعني زيادة "مِنْ" في الحال. . . ".

3 - وإذا جعلت "مَا" مصدرًا جاز جعل "مِنْ" زائدة، وآيَةٍ: مفعولًا به. والتقدير: أيّ نسخ ننسخ آية. والخلاف هنا في "مِنْ" الزائدة هل تدخل في الموجب أو لا.

فالأول للأخفش والكوفيين، ومنع دخولها في الموجب البصريون، وهو عند أبي حيان خلاف ضعيف لبعض البصريين.

* وجملة "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ. . . " ابتدائيَّة لا محل لها.

أَوْ نُنْسِهَا: أَو: حرف عطف (?)، نُنْسِهَا: فعل مضارع معطوف على "نَنْسَخْ" مجزوم مثله، وعلامة جزمه حذف حرف العلة (?)، ويكون "نُنسِهَا" على معنى الترك، أو النسيان الذي هو ضد الذكر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015