قال أبو السعود (?): "في تصدير الجملة بحرف التنبيه مع تقديم الظرف [يعني
شبه الجملة] إيذان بأنهم وقعوا فيها، وهم يحسبون أنَّها بمَنْجَى من الفتنة". ورد
ذلك الشهاب (?)؛ قال: إن تقديم الظرف لا يفيد إلَّا تخصيص العامل لا بالعكس ...
وأما التنبيه فيفيد مجرد التحقق لا التخصيص. والأولى أن يقال: لما كان قوله: "أَلَا
فِي الْفِتْنَةِ" ردًّا لقوله "وَلَا تَفْتِنِّي" كان نفيًا لتلك الفتنة وهي التخلف ... وإثباتًا
لهذه، وهو معنى الحصر".
* وجملة: "أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا" استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.
وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ:
الواو: عاطفة. إِنَّ: حرف ناسخ مؤكِّد. جَهَنَّمَ: اسم "إِنَّ" منصوب.
لَمُحِيطَةٌ: اللام: المزحلقة. مُحِيطَةٌ: خبر "إِنَّ" مرفوع. بِالْكَافِرينَ: جارٌّ
ومجرور. وعلامة جره الياء، وهو متعلق بالخبر.
* والجملة لا محل لها من الإعراب، عطفًا على ما قبلها (?).
قال أبو السعود (?): "وبناء الجملة الاسمية للدلالة على الثبات والاستمرار؛ أو
محيطة بهم الآن، تنزيلًا لشيء سيقع عن قرب منزلة الواقع، أو وضعًا لأسباب الشيء
موضعه".
{إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50)}
إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ:
إِن: حرف شرط جازم. تُصِبْكَ: فعل الشرط مضارع مجزوم، والكاف: في