قوله. . . وإن دخلت فيه "مَا" النافية فمضمنة الإيجاب في التعليم".
وهذا الرأي عند السمين أظهر الأقوال، وهو الأجود عند الزجاج.
2 - جملة معطوفة على "يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ"، وقد ذهب فيها هذا المذهب الفراء. واعترض عليه الزجاج بسبب لفظ الجمع في "يُعَلِّمُونَ" مع إتيانه بضمير التثنية في "مِنْهُمَا"، فكان ينبغي أن يُقال منهم؛ لأجل "يَتَعَلَّمُونَ"، وأجازه أبو علي وغيره.
3 - وذهب سيبويه في العطف مذهبين:
أ - أنها معطوفة على "كَفَرُوا"، أي: كفروا فيتعلمون.
ب - أنه على إضمار مبتدأ، أي: فهم يتعلمون، فتكون جملة ابتدائيَّة معطوفة على ما قبلها عطف الجمل. وذهب إلى هذا الوجه الثاني المبرد، وهو أحد وجهين عنده، فهو على القطع.
4 - عطف على ما دَلّ عليه أول الكلام، والتقدير: فيأتون فيتعلمون. وقد ذكره الفراء والزجاج، وهو عند الفراء أجود الوجهين في العربية.
5 - وذهب الزجاج إلى أنه معطوف على "يُعَلِّمَانِ" مقدِّرًا فعلًا مستغنى عنه بالمذكور.
6 - وذهب العكبري إلى أنّ الجملة مستأنفة، وما زاد على ذلك.
قال السمين: "هذا يحتمل أنه يريد أنه خبر مبتدأ مضمر كقول سيبويه، وأَنْ يكون مستقلًا بنفسه غير محمول على شيء قبله، وهو ظاهر كلامه. . . ".
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ: وَمَا هُم: الواو: حالية. مَا: نافية حجازية أو تميميّة. هُم: اسم "مَا" الحجازية، فهو ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع. وإذا جعلت "مَا" تميمية فهو في محل رفع مبتدأ.
بِضَارِّينَ:
1 - على جعل "مَا" حجازية: الباء: حرف جر زائد، ضارين: خبر "مَا" منصوب وعلامة نصبه الياء. وهذه الياء المثبتة إنما هي للجر بسبب الباء، وليست للنصب.