وقال أبو حيان: وتقديره: (وقت إرسائها) ليس بجيد، لأنَّ "أَيَّانَ" اسم استفهام
عن الزمان فلا يصح أن يكون خبرًا عن الوقت إلَّا بمجاز؛ لأنه يكون التقدير: في أي
وقت وقت إرسائها. قال السمين: "وهو كلام حسن".
قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي:
قُلْ: فعل أمر مبنيّ على السكون. والفاعل مستتر وجوبًا تقديره: أنت.
إِنَّمَا: إن حرف توكيد مكفوف عن العمل. ما: كافَّة.
عِلْمُهَا: مبتدأ مرفوع. والهاء: في محل جر بالإضافة من باب إضافة المصدر إلى
مفعوله. عِنْدَ: ظرف منصوب. رَبِّي: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة
منع من ظهورها حركة المناسبة. ياء النفس: في محل جر بالإضافة.
- وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر عن المبتدأ.
لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا:
لَا: نافية لا عمل لها. يُجَلِّيهَا: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة
للثقل. الهاء: في محل نصب مفعول به.
لِوَقْتِهَا: جارٌّ ومجرور. والهاء: في محل جر بالإضافة. والجارّ والمجرور
متعلق بـ "يُجَلِّيهَا".
وفي معنى (اللام) أقوال (?): هي بمعنى: (في)، وقيل بمعنى: (عند)؛ فهي
للتأقيت. وقال الرضي: هي للاختصاص. وعند الشهاب، أنه لا منافاة بين القولين؛
لأنَّ اختصاص الفعل بالزمان لوقوعه فيه أو بعده أو قبله. ومعنى التأقيت أنَّها حد
معيَّن لما تعلقت به؛ أي أن غاية عدم إظهارها هو وقت وقوعها.
وقال أبو السعود: المقصد الأصلي عن السؤال عنها باعتبار حلولها في وقتها
المعين، لا عن وقتها باعتباره محلًا عنها. واللام في "لِوَقْتِهَا" قيد للتجلية بعد ورود
الاستثناء عليها، كأنه قيل: لا يجليها إلَّا هو في وقتها.