في ذلك السمين وانتصر له على شيخه أبي حيان، الذي يقول بأن واو الحال إنما وضعت للحال ابتداء وليس استعارة (?)، وعده العكبري مذهب الحذاق (?)، وأخذ به الزجاج (?) وكذلك الهمداني، فقال: "إذا لم يكن عطف لم يجز" (?)، وقد أورد الشهاب في حاشيته استكمالًا مطولًا للمسألة ليس هنا مكانه فليرجع إليه من شاء تمام الفائدة (?).
4 - نقل السمين عن أبي بكر ابن الأنباري أن "واو" الحال أضمرت لوضوح معناها كما تقول العرب: "لقيت عبد اللَّه مسرعًا أو هو يركض".
فيحذفون الواو: لأمنهم اللبس؛ لأن الضمير قد عاد على صاحب الحال (?).
وبهذه المسألة الثالثة ينتهي القول في إعراب هذه الآية.
{فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (?)}
فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا. . .:
الفاء: استئنافيَّة. كَانَ: فعل ماض ناسخ.
وفي اسمه وخبره وجهان:
الوجه الأول:
دَعْوَاهُمْ: اسم "كان" مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة للتعذر. والهاء: في محل جر بالإضافة. والميم: للجمع.