وفي "أَنْ يَأْتِيَ" ما يأتي (?):

في محل نصب خبر لـ "عَسَى"، وفيه إخبار عن الجثَّة بالحدث؛ لأن الخبر في تأويل مصدر.

قال مكي: "وتسدُّ مَسَدَّ خبر "عَسَى"، كما تسدُّ "أن" المشدَّدة مَسَدّ المفعولين في قولك: علمت أنك كريم".

قال ابن هشام: "واختُلف في إعرابه على أقوال:

أحدها: -وهو قول الجمهور- أنه مثل: كان زيد يقوم، واستُشكِل بأن الخبر في تأويل المصدر، والمخبر عنه ذات، ولا يكون الحَدَثُ عين الذات. . . ".

2 - المصدر المؤوَّل مفعول به، وهو رأي سيبويه، وذهب فيه هذا المذهب لئلا يلزم الإخبار عن الجثَّة بالحدث، كما في قولك: عسى زيد أن يقوم. قال ابن هشام: "والقول الثماني: أنها [أي: عسى] فعل متعدٍّ بمنزلة "قارب" معنًى وعملًا، أو قاصر بمنزلة "قَرُب أن يفعل"، وحُذِف الجارُّ توسعًا، وهذا مذهب سيبويه والمبرد.

3 - أجاز أبو البقاء أن يكون "أَنْ يَأْتِيَ" في محل رفع على البدل من اسم "عَسَى"، وهو بَدَل أشتمال. وذهب إلى هذا الطوسي. قال السمين: "وفيه نظر".

قال ابن هشام: "والثالث: أنها فعل قاصر بمنزلة "قَرُب"، وأَنْ والفعل بَدَلُ اشتمال من فاعلها، وهو مذهب الكوفيين. ويردُّه أنه حينئذٍ يكون بَدَلًا لازمًا تتوقَّف عليه فائدة الكلام. وليس هذا من شأن البدل".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015