قال أبو السعود (?): "استئناف مبنيّ على سؤال نشأ من سوق الكلام، كأنه قيل: فماذا قال من لم يُتَقَبَّل قربانُه؟ فقيل: قال لأخيه. . . لَأَقْتُلَنَّكَ".
قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ:
قَالَ: فعل ماض. وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو"، أي: الذي تُقُبِّل منه القربان. وقيل: إن الضمير للَّه سبحانه وتعالى.
إِنَّمَا: لا عمل لها. يَتَقَبَّلُ: فعل مضارع. اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعل. والمفعول محذوف، (?) أي: قرابينهم وأعمالهم. ويجوز أَلّا يُراد له مفعول، نحو (?) "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى". مِنَ الْمُتَّقِينَ: مِنَ: حرف جَرّ. الْمُتَّقِينَ: اسم مجرور وعلامة جره الياء. والجارّ متعلِّق بـ "يَتَقَبَّلُ".
* وجملة "قَالَ" فيها ما يلي (?):
1 - "استئنافيّة لا محل لها من الإعراب. إذا قدّرت أن الفاعل تقديره "هو" يعود على من تُقبِّل منه القُرْبان.
2 - اعتراضيّة إذا قدرت أن القول للَّه سبحانه وتعالى. فقد اعترض بها بين كلام قابيل، وهو: "لَأَقْتُلَنَّكَ" وبين كلام هابيل في الآية الثانية وهو "لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ. . . ".
قال السمين: "وهو في غاية البُعْد".
قال أبو حيان: "وقول من زعم أن قوله: "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" ليس من كلام المقتول بل هو من كلام اللَّه تعالى للرسول اعتراضًا بين كلام القاتل والمقتول، والضمير عائد في "قال" على اللَّه. ليس بظاهر".
* وجملة "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ. . . . " في محل نصب مقول القول.