هذه الجملة، وكذا جملة "وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ" معترضتان بين "فَلَا جُنَاحَ عَلَيهِمَا. . . " وبين "وَإِنْ يَتَفَرَّقَا" حيث الثانية معطوفة على الأولى، فَفَصَلَ الاعتراض بالجملتين بين المعطوف والمعطوف عليه. وتعقّب السمين شيخه في صورة الاعتراض قال: "هكذا قال الشيخ، وفيه نظر؛ فإن بعدهما جملًا أُخَر، فكان ينبغي أن يقول الزمخشري في الجميع إنها اعتراض، ولا يخص [الجملتين]: "وَالصُّلحُ خَيْرٌ"، "وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ"، بذلك. وإنما يريد الزمخشري بذلك الاعتراض قوله: "وَإِنِ امْرَأَةُ"، وقوله "وَإِنْ تُحْسِنُوا" فإنهما شرطان متعاطفان. . . ".
ومما تقدَّم ترى أن الزمخشري ذهب إلى الاعتراض، وأن أبا حيان فسَّر هذا الاعتراض، وتعقّب الزمخشري، وأن السمين تعقّب شيخه أبا حيان في موضع هذا الاعتراض وتقديره (?).
وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ: وَأُحْضِرَتِ: الواو: أعتراضيّة عند الزمخشري. أُحْضِرَتِ: فعل ماض مبنيّ للمفعول. والتاء للتأنيث حرف. الْأَنْفُسُ (?): نائب عن الفاعل مرفوع. الشُّحَّ: مفعول به ثانٍ.
* والجملة اعتراضية لا محلّ لها من الإعراب، وهو مذهب الزمخشري فيها. وتقدّم بيان الاعتراض عليه من أبي حيان. ثم موقف السمين من تقدير شيخه لصورة الاعتراض في "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ".