وأجاز العكبري أن يكون متعلقًا بمحذوف حال من "مَا".
إِلَّا: أداة استثناء. مَا (?): فيها ما في "مَا" الأولى من الموصولة أو المصدرية، أما موقعها فهي في محل نصب على الاستثناء:
1 - المنقطع، أي: أنه لمّا حرّم عليهم نكاح ما نكح آباؤهم تطرق الوهم إلى ما مضى في الجاهلية، فقيل: إلا ما قد سلف، أي: لكن ما سلف فلا إثم عليه.
2 - المتصل. وفيه معنيان:
أ- أن يحمل النكاح على الوطء، والمعنى: أنه نهى أن يطأ الرجل أمرأة وطئها أبوه إلا ما قد سلف من الأب في الجاهلية من الزنى بالمرأة، فإنه يجوز للابن تزوجها؛ على أن يخصص "وَلَا تَنْكِحُوا" بـ (لا تطؤوا وطئًا مباحًا بالتزويج)، وأن يخصص "إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ" بوطء الزنى.
ب - والمعنى الثاني: ولا تنكحوا مثل نكاح آبائكم في الجاهلية إلا ما تقدّم منكم من العقود الفاسدة فمباح لكم الإقامة عليها في الإسلام إذا كان مما يقر الإسلام عليه. وهذا المعنى على جعل "مَا" مصدرية.
قَدْ: حرف تحقيق. سَلَفَ: فعل ماض، والفاعل مستتر تقديره "هو" يعود على "مَا". إِنَّهُ: إِنَّ: حرف مشبه بالفعل، والهاء: في محل نصب اسم "إِنَّ". كَانَ: فعل ماض ناقص، واسمه مستتر تقديره "هو" يعود إلى نكاح الأبناء نساء الآباء.
وذهب (?) بعضهم إلى أن "كَانَ" زائدة، وقيل: غير زائدة، ولكنها منسلخة من خصوص الماضي.