يوجب أن يكونوا غير أذلاء إذا كانوا أولى ذمة، وليسوا كذلك، بل الذلة عليهم في كل حال حربًا كانوا أو ذمة".

ونظّره ابن عطية (?) بقوله تعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً" (?) قال: لأن بادي الرأي يعطي أنّ له أنْ يقتل خطأ، وأن الحبل من اللَّه ومن الناس يزيل ضرب الذلة، وليس الأمر كذلك، وإنما في الكلام محذوف يدركه فهم السامع الناظر في الأمر، وتقديره في آيتنا: "فلا نجاة من الموت إلا بحبل".

قال أبو حيان (?): "وعلى ما قدّره لا يكون استثناء منقطعًا؛ لأنه مستثنى من جملة مقدرة وهي قوله: "فلا نجاة من الموت" وهو متصل على هذا التقدير، فلا يكون استثناء منقطعًا من الأول ضرورة أنّ الاستثناء الواحد لا يكون منقطعًا متصلًا، والاستثناء المنقطع كما تقرر في علم النحو على قسمين: منه ما يمكن أن يتسلط عليه العامل، ومنه ما لا يمكن في ذلك، ومنه هذه الآية على تقدير الانقطاع؛ إذ التقدير: لكن اعتصامهم بحبل من اللَّه وحبل من الناس ينجيهم من القتل والأسر وسبي الذراري واستئصال أموالهم، ويدلّ على أنه منقطع: الإخبار بذلك في قوله تعالى في سورة البقرة: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} (?) فلم يستثن هناك".

مِنَ اللَّهِ: جار ومجرور متعلّقان بمحذوف نعت لحبك. وَحَبْلٍ: الواو: عاطفة، وحَبْلٍ. اسم معطوف على "حَبْلٍ" الأول مجرور مثله. مِنَ النَّاسِ: جار ومجرور متعلقان بنعت محذوف لـ "حَبْلٍ".

* وجملة "ثُقِفُوا" في محل جر مضاف إليه؛ جملة الشرط الظرفي.

* وجملة "أَيْنَ مَا ثُقِفُوا. . ." الشرطية (فعل الشرط وجزاؤه المحذوف) لا محل لها من الإعراب؛ استئنافيَّة بيانيَّة. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه قوله "ضُرِبَتْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015