قال في حاشية الجمل (?): "تعليل للجواب المحذوف واقع موقعه، أي: فيجازيكم بحسبه، جيدًا كان أو رديئًا فإنه عالم بكل شيء من ذاته وصفاته. . . ." وتقدّم مثل هذه الجملة في الآية/ 273 من سورة البقرة.
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93)}
كُلُّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و"كُلُّ" من صيغ العموم. الطَّعَامِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، و"الطَّعَامِ" أصله مصدر أقيم مقام المفعول وهو اسم لكل ما يُطْعَم ويُؤكل (?). أي: المطعومات. والمراد أكلها (?). كَانَ: فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظاهر، واسمه ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو" يعود على كل الطعام، "والمعنى: كان كلّه حلالًا" (?). حِلًّا: خبر "كَانَ" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. "والحل: الحلال وهو في الأصل مصدر لحلّ يَحِلُ، ثم يطلق على الأشخاص مبالغة، ولذلك يستوي فيه الواحد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث كقوله تعالى: "لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ" (?) " (?). لِبَنِي: اللام: حرف جر. بَنِيَ: اسم مجرور وعلامة جره الياء، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، والجار والمجرور متعلقان بـ "حِلًّا". إِسْرَائِيلَ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة عوضًا عن الكسرة، لأنه ممنوع من الصرف؛ للعلمية والعجمة.