"رَ" يا زيدُ، براءٍ واحدة، فإذا وقفتَ قلتَ "رَهْ". وإنما صار الأمرُ والفعلُ على حرفٍ واحد، والأصلُ ثلاثة، لأنّ الهمزة سقطتْ تخفيفًا، والألفَ سَقَطتْ للجزم، فبقي الأمْرُ على حرفٍ. ومثلُه مما يَعْتَلُّ طَرَفاهُ فيبقى الأمرُ على حرف قول العرب: عِ كَلامي، وشِ ثَوْبَك، [وقِ زيدًا]، ولِ الأمرَ، وفِ بالوَعْدِ، وأصلُه من وَفى يفي ووَعى يَعِي، ووشَى يَشِي، ووَلِيَ يَلِي. فذهبت الياءُ للجزم، والواو لوقوعها بين ياء وكسرة، فبقي الأمر على حرف. قال اللَّه تعالى: "وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" والأصل اوْقِينَا، ذهبت الياءُ للجزم، والواو لوقوعها بين كسرتين، فبقيَت قافٌ واحدةٌ، فتقول: قِ يا زيدُ، وقِيَا، وقُوا. قال اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ}. وكذلك تقولُ: رَ يا زيدُ، ورَيَا للاثنين، ورَوْا للجماعة، ورَيْ يا هندُ، ورَيَا، مثل المُذَكَّرَيْنَ، ورَيْنَ يا نِسوة. فإذا وقفتَ على [كلِّ] ذلك قلت: عِهْ وقِهْ بالهاء لا غير. والمصدر من رأَيْتُ في منَامي أرى رُؤْيا حَسَنةً. والمصدر من رأيتُ بقلبي أرَى رَأْيًا، فالرأيُ في القلبِ؛ والرُّؤيةُ بالعينِ، والرُّؤْيَا في المنام".
{أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2)}
أَلَمْ: تقدَّم في الآية السابقة إعراب مثله.
والاستفهام للتقرير (?):
يَجْعَلْ: فعل مضارع مجزوم. والفاعل: ضمير تقديره "هو". كَيْدَهُمْ: مفعول به أول منصوب، والهاء: في محل جَرٍّ بالإضافة. فِي تَضْلِيلٍ: جارّ ومجرور:
1 - متعلّق بالفعل "يَجْعَلْ" فهو المفعول الثاني.
2 - أو هما في محل نصب حال، أي: كيدهم كائنًا في تضليل، ويكون الفعل قد اكتفى بمفعول به واحد.