فالعامل في "إِذَا" هو العامل في يوم. وقيل: هو عامل آخر مكرَّر على الخلاف في العامل في البدل.
قال العكبري: "يَوْمَئِذٍ" بَدَلٌ من "إِذَا"، وقيل: التقدير: إذا زُلزلت، فعلى هذا يجوز أن يكون "تُحَدِّثُ" عاملًا في "يَوْمَئِذٍ"، وأن يكون بدلًا".
قال أبو حيان: ". . . يَوْمَئِذٍ: بَدَلٌ من "إِذَا"، فيعمل فيه لفظ العامل في المُبْدَل منه، أو المكرَّر، على الخلاف في العامل في البدل".
تُحَدِّثُ (?): فعل مضارع مرفوع. والفاعل: ضمير مستتر تقديره "هي"، يعود على الأرض. وهذا الفعل ينصب مفعولين. وقيل: الفاعل: "أنت"، وليس بذاك!
والمفعول (?) محذوف؛ لأنه قُصِد العموم، فالمفعول هنا لا يتعلَّق بذكره غَرَضٌ؛ إذ المراد تهويلُ اليوم، وأنه مما يَنْطق فيه الجماد. بقطع النظر عن المحدَّث كائنًا من كان، ولسان الحال ما يعلم بالقرائن منها. كذا عند الشهاب.
وهذا المفعول المقدَّر ذكره الهمذاني، قال: "والمفعول الأول محذوف، أي: تحدث الناسَ أو الخلق أخبارَها".
أَخْبَارَهَا (3):
1 - مفعول به ثان منصوب. ها: ضمير في محل جَرٍّ بالإضافة.
2 - أو هو منصوب على نزع الخافض. أشار إلى هذا الشهاب، أي: تحدِّث الناس بأخبارها.
قال الجمل: "وحَدَّث: يتعدَّى إلى مفعولين: الأول محذوف تقديره: الناس. والثاني: أَخْبَارَهَا. ويتعدَّى للثاني تارة بنفسه كما هنا وتارة بحرف الجر كما تقول: حدّثتُه كذا، وحدّثتُه بكذا".